غربـــاء

ما أجمل أن يصبح الغريب صديقا لنا يوما وما أمّر أن يصبح الصديق فجأة عدوا لك ,يؤلمك حقا ان ترى صديقا لك ضحكت معه الحلو والمر وشاطرته سعادتك وابحت له بكل أسرارك واتخذته خليلا لك يخلك حينما تضيع الطريق ,يمسك بيدك حينما تحتاج الى من يواسيك ,يحزن لحزنك يفرح لفرحك ويغضب لغضبك يتألم هو قبل أن تشعر بالالم حتى,يدافع بكل شراسة على من يحاول تغصيص العلاقة بينهم ,لا يقبل من أحد أي كلمة تعليق على خليله ,هل فعلا أصبح في هذا الزمان كلمة صديق حقيقي مستحيلة ومن الخيال ,يؤسفني القول أن بعضاً من الاشخاص الذين تكاد أن تنقلب الدنيا رأسا على عقب مجرد رؤيتهم أن يصبحوا لك أصدقاء فجأة دون استئذان ولتكتشف حينها انك كنت مخطئا في الحكم عليهم لكن بالمقابل أن تنقلب الاية ليصبح أعز انسان على قلبك هو أشد الناس ضرارة أو ربما شراسة ,هذا في غاية الصعوبة ,ادركت تماما أن الزمن لا ذنب له في افعالنا بل افعالنا هي التي تجر خيبة الزمن ونضع الحق عليه في كل صغيرة وكبيرة ,يؤسفني حقا أن اقول اننا نصبح احيانا متبلدين ونزيد من عبىء الزمن تيمنا بقول الشاعر “نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ولو نطق الزمان لنا لهجانا” حقيقةً لا أعرف لماذا نحمل انفسنا طاقة اكبر منا وانه كلما كبرنا كلما ازداد الهم والثقل فينا,هذا كلــه نصنعه بفعل ايدينا ,الصداقة والحب والترابط كل هذه العلاقات نستطيع التحكم فيها ولا نترك زمام الامور تضيع منا ,هذه ديدنتي في الحياة ,تمسكوا بأحبتكم جيدا حبوا ,عبروا اشرحوا برروا ولا ترّبوا أحفان الحقد في قلوبكم تصالحوا ولا تحقدوا ولا تخيطوا جراحكم قبل ان تشفوها فاليوم نحن على قيد الحياة فغدا لا نعلم من يموت قبل الاخر ,سامحوا قدر الامكان وأتمنى السماحة من الجميع والتقدير وأتمنى أن تتمعنوا في ماهية الكلمات لانها ليست مقالة فقط للكلام بل للتعبير عن ما بداخلنا وعن حقيقة مكبوتة داخلنا ,فلتعيشوا حياتكم بهدوء والســــلام. 🙂